القصيم- ريادة تنموية عالمية في قطاع الإبل

بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للإبل، أبرزت إمارة منطقة القصيم الإنجازات المتميزة التي تحققت في هذا القطاع الحيوي، مؤكدة بذلك مكانتها الرائدة في رعاية الثروة الحيوانية وتعزيز موقعها التنموي المحوري في المملكة العربية السعودية. وقد جاء هذا التطور بدعم سخي ومتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، الذي وجه بتطوير البنية التحتية، وتدعيم البحث العلمي، وتفعيل الرقابة البيطرية، مما أحدث نقلة نوعية جذرية في جودة الخدمات والتنظيمات المتعلقة بالإبل.
ووفقًا لبيانات إمارة القصيم، تحتضن المنطقة أكثر من 138874 رأسًا من الإبل، مما يجعلها من بين المناطق الأعلى كثافة في هذا القطاع على مستوى المملكة. ولتنظيم هذه الثروة القيمة وإحكام إدارتها، قامت الجهات المختصة بتشكيل لجان رقابية تعمل على مدار الساعة لمتابعة حركة البيع والشراء، ومنع الممارسات التجارية المخالفة، بالإضافة إلى فريق طبي بيطري متخصص يتولى مسؤولية متابعة صحة الإبل وضمان سلامة نسلها. كما تم إنشاء مركز علمي متكامل لأبحاث الإبل داخل جامعة القصيم، بهدف دعم الجانب الأكاديمي وتعزيز الابتكار في هذا القطاع.
وفي مجال الفعاليات والتسويق، استضافت المنطقة خمسة مزادات سنوية للإبل، تعتبر من أهم المنصات لعرض وبيع الإبل في المملكة. وإضافة إلى ذلك، تستقبل القصيم المؤتمر السنوي للإبل الذي يهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين المربين والباحثين والمستثمرين في هذا المجال.
وقد تم إنجاز مشروع ميدان الجِمال الذي يمتد على مساحة شاسعة تتجاوز 18 مليون متر مربع، مما يوفر بيئة مثالية لإقامة المنافسات والعروض الشعبية التي تعكس التراث العريق.
وتشتهر منطقة القصيم باحتضانها أكبر مدينة للتمور في العالم، مما يشكل رافدًا اقتصاديًا متكاملًا لسوق الإبل، خاصة في المجالات الزراعية والتجارية ذات الصلة.
وفي مبادرة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم، قامت المنطقة بإنشاء أكبر مستشفى للإبل على مستوى العالم، وهو مجهز بأحدث التقنيات الطبية المتطورة في مجالات التشخيص والعلاج والتلقيح الاصطناعي، مما يعزز كفاءة الرعاية البيطرية ويدعم الاقتصاد الحيواني الوطني.
ومن بين أبرز المشاريع التنموية التي تم إطلاقها، يبرز متنزه وطني شامل يضم أكبر مزرعة إبل في العالم. يجمع هذا المشروع الطموح بين البعد البيئي والتنموي، ويعتبر نموذجًا رائدًا للاستثمار المستدام في الثروة الحيوانية، مع مراعاة التوازن الطبيعي واستقطاب الزوار والمهتمين من داخل المملكة وخارجها.
تولي منطقة القصيم اهتمامًا بالغًا بالإبل باعتبارها مكونًا اقتصاديًا واستثماريًا وعلميًا يستحق التخطيط السليم والرعاية المتكاملة والتمكين المستمر. وما تحقق من إنجازات في هذا القطاع يمثل نموذجًا وطنيًا للتنمية المتوازنة، ويعزز مكانة القصيم في صدارة خريطة الريادة السعودية في مجال العناية بالإبل على المستوى الدولي.